آخر الأحداث والمستجدات
الأولمبياد المكناسي .. هل من حق مكناس أن تحلم حلم الكبار
عندما سمعت الخبر أول مرة ، استهزأت كمجموعة من الشباب المكناسي بالفكرة، ليس لأن مدينة مكناس لا تستطيع فعلها ولا تحقيقها ولكن لأننا تعودنا من المسؤولين عدم الاستجابة لكل المبادرات الطموحة والجريئة بالمدينة.
وهذا ما يفسر إحباط البعض بخصوص تحقيقها من عدمه ، ولربما اتخاذه نفس الفكرة ونفس الموقف من فكرة التنظيم ، إن الأمر لا يتعلق بالتشكيك في قدرة المدينة على خوض غمار هذا التحدي بقدر ما أن هناك تشكيك وإحباط فيما يخص الإرادة الحقيقية للمسؤولين على المدينة والقائمين عليها، فبمجرد طرح الملف بصفة رسمية، سوف نرى كمية الصراعات السياسية والمصلحية و ألاعيب الإقصاء، وغيرها بين مكونات هذه المدينة ، وظهور السماسرة والانتهازيين وغيرهم من الأساليب القذرة و المعروفة في هذا الإطار...وهذا ما يجعل سمة الإحباط هي السمة الغالبة على ردود فعل الكثيرين حيال هذا الملف. لا لأن البعض لا يريد لمدينة مكناس أن تكون وجهة عالمية بمناسبة هذا الحدث فمدينة مكناس تستحق حدثا أكبر من هذا بكثير ولكن للأسف السياسة الممنهجة التي تنخر هذه المدينة هي التي ولدت هذه الردود من الأفعال ، ولا أحد يلام في ذلك .
لكن من ناحية أخرى ، ألا يحق لنا أن نقف وقفة رجل واحد ضد كل هاته السياسات لنقول كفى من التهميش وكفى من عدم المسؤولية وكفى من قتل مدينة مكناس وووو .....؟ أليس لنا الحق في أن نستغل هذه الفرصة وهذا الحدث لنقف أمام كل المسؤولين لنقول هذه فرصة المدينة للتقدم والازدهار وخلق مشاريع وتقوية بنياتها التحتية وتحريك عجلة الإقتصاد... خاصة أن الحلم سيكون وطنيا وقاريا، وهذا ما سوف يستوجب تظافر جهود الجميع ، ملكا وشعبا سياسيين واقتصاديين وغيرهم وووو...؟ أليس من حقنا أن نضع المسؤولين في حرج ونقول لهم هذه فرصتكم لتأكيد نواياكم حول مستقبل هذه المدينة وهذا البلد ، فإما ان تربحوها او ترحلوا عنا غير مأسوف عليكم وووو....؟ أليس من حقنا أن نقف وقفة مصالحة ، ووقفة حازمة لأجل مستقبل هذه المدينة ......؟ أليس من واجبنا أن نركب التحدي ، لنحقق حلمنا في أن نرى مدينة مكناس في المقدمة، ونطرد ونقف في وجه كل من يقف ضد مصلحتها لصالح مصلحته الخاصة......؟
إن نجاح أي مشروع لا يتأتى إلا بتضافر مجهودات الجميع ، وبانخراط الجميع ، كل من موقعه ، وما فكرة ترشيح مدينة مكناس للألعاب الأولمبية 2024 إلا فرصة لهذا الحلم كي ينمو ويزدهر ، وسبب وحافز حقيقي لذلك ..
أتمنى من الجميع أن يجلس مع نفسه جلسة مصالحة لأجل مكناس، ولن نخسر شيئا إذا جربنا وفشلنا كي لا نندم أننا أخلفنا الموعد، موعد المصالحة مع الذات المكناسية، لكن سنربح كثيرا إذا ربحنا وكنا في الموعد. فيا شباب مكناس الغيورين ويا أهل مكناس كونوا في الموعد، حتى لا يقال نحن من أخلفنا الموعد ، فيا شباب مكناس ،هذه فرصتكم كي تصرخوا في وجه المسؤولين وتحرجوا نواياهم ، فيا شباب مكناس هذه فرصتكم لتقولوا لكل مسؤول في أي موقع كان ، كن أهلا لها أو ارحل عنها ، خاصة وأن الإرادة السياسية، جاءت من المسؤولين وأن المجلس الجماعي تبنى الفكرة وقبلها، فلا نكون معارضين لها ، لأجل المعارضة فقط ...
الكاتب : | عبد الرزاق المشاطي |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2013-08-12 03:03:21 |